وأنا قاطع حبائلك كلها غير أني تارك عقدة واحدة أرتهنك بها ولا أقطعها إلا في الساعة التي أعلم أنك فيها عني مشغول: وذلك عند معاينتي الصياد. ثم إن الجرذ أخذ في قطع حبائل السنور. فبينما هو كذلك إذ وافى الصياد فقال له السنور: الآن جاء الجد في قطع حبائلي. فأجهد الجرذ نفسه في القرض حتى إذا فرغ وثب السنور إلى الشجرة على دهش من الصياد ودخل الجرذ بعض الأحجار وجاء الصياد فأخذ حبائله مقطعةً، ثم انصرف خائباً. ثم إن الجرذ خرج بعد ذلك، وكره أن يدنو من السنّور، فناداه السنّور: أيها الصديق الناصح، ذو البلاء الحسن عندي، ما منعك من الدنوِّ إليّ، لأجازيك بأحسن ما أسديت إليّ، هلمَّ، إليَّ ولا تقطع إخائي: فإنه من اتخذ صديقاً، وقطع إخاءه، وأضاع صداقته، حُرِمَ ثمرة إخائه، وأيس من نفعه الإخوان والأصدقاء. وإن يدك عندي لا تنسى، وأنت حقيقٌ أن تلتمس مكافأة ذلك مني ومن إخواني وأصدقائي.